تجمع الديانات والرسالات السماوية على تحديد هدف نهائي واحد لهذه الحياة ، هو : الفوز برضوان الله – عزوجل – ومايترتب على ذلك من النعيم المقيم في جنات الخلد .
وجود هذا الهدف لم يحفز الهمم على العمل فحسب ، وإنما أسبغ نوعاً من التوحد والمنطقية على مناشط الحياة كلها ، وجعلها معقولة ومفهومة .
ميزة هذا الهدف للحياة أن الأهداف الأخرى جميعها تصبح وسائل إليه ؛ مما يوجد إرتباطاً فريداً بين مجموعة الأهداف المختلفة .
سيطرة هذا الهدف على حس الناس ومشاعرهم وتصرفاتهم وحساباتهم كان باستمرار يشكل مخرجاً حيث لا مخرج ، وحلاً حيث لا حل ؛ فهدف على هذا المستوى يضحى بالحياة كلها من أجله ، وهذا مايفعله في الحقيقة الشهيد والملتزم التزاماً صارماً .
الشهيد والملتزم ، هما أعظم الناس نفعاً للبشرية ؛ لأنهما يعطيان للحياة ، ولايسحبان من رصيدها ، وإنما يسحبان من رصيد آخر ، هو رصيد الآخرة ، مما يخفف من كثير من الأزمات في زمان تتجه الأشياء كلها نحو (الندرة) وفي زمان لم يصبح فيه شيء بدون ثمن .
وجود هدف يسمو على مطالب الحياة الدنيا ، قد أعطى للإنسان طاقة هائلة في مواجهة الصعاب ، وتحمل لأواء الحياة ، فحين تنسد السبل ، وتنقطع حبال الرجاء ، يجد المسلم في معونة الله – تعالى – والأمل في تفريجه ، ونيل المثوبة منه ، مايفتح أمامه أبواباً جديدة ، فيتجاوز كل أسباب الألم والضيق ؛ إذ يتصل بمسبب الأسباب – جل وعلا – وهذا هو السر في الظاهرة العالمية المشهورة ؛ ظاهرة أن المسلم لا ينتحر ! أما الآخرون فإنهم ينتحرون لأسباب تافهة ، مع أنهم اخترعوا في وسائل السلامة والمرفهات أشياء كثيرة لا تخلو من المبالغة والاحتياط الشديد ! .
ولكن يبقى سؤال محير ماحال البشرية اليوم ، ومامدى إحساس الناس بهدف الأهداف ، والغاية الكبرى من الوجود على هذه البسيطة ؟ .
توقيع:
من هوان الدنيا على الله – تعالى – أنه لا يعصى إلا فيها ، ولاينال ماعنده إلا بتركها . |
———————
* كلمات هذه الخاطرة منقولة من كتاب عصرنا والعيش في زمانه الصعب
ريحانةالمدينة said
المووووووووووووووووووضووووووووووووع جدا رااااااااااائع
جزيت خيرا